يشكل الدولار الأميركي حجر الزاوية في الاقتصاد العالمي منذ منتصف القرن العشرين، ويمكن القول إنه على الرغم من تداعيات الدولار القوي عالمياً والأوضاع المالية العالمية الأكثر تشدداً، فإن ارتفاع الدولار أو ثباته النسبي يرجع لأسباب منها ما يتعلق بقوة الاقتصاد الأميركي ورفع أسعار الفائدة بوتيرة ثابتة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ولكن كيف يتم تحديد سعر العملة في دولة ما؟ وما الذي يتحكم في قوتها أو يتسبب في ضعفها؟
بالإجابة على هذه الأسئلة، التي غالباً ما تدور في أذهان الناس بمختلف شرائحهم واهتماماتهم وتخصصاتهم، يؤكد خبراء اقتصاد أن تحديد أسعار العملات يتم بطريقتين رئيسيتين الأولى السعر العائم ويتم من خلال العرض والطلب في أسواق العملات العالمية، فإذا كان الطلب على العملة مرتفعاً ترتفع قيمتها، وإذا كان منخفضاً فسوف يؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة العملة
الطريقة الثانية تتعلق بتحديد السعر الثابت من قبل الحكومة من خلال بنكها المركزي، حيث يتم تحديد السعر مقابل عملة عالمية رئيسية أخرى مثل الدولار الأميركي أو اليورو وللحفاظ على سعر الصرف، تقوم الحكومات بشراء وبيع عملتها مقابل العملة المربوطة بها. ويتم تحديد الأسعار المتغيرة من خلال قوى العرض والطلب في السوق، ويمكن أن تؤدي التحركات الشديدة على المدى القصير إلى تدخل البنوك المركزية،
أسعار الصرف
هناك عدة عوامل تؤثر على أسعار الصرف مثل سعر الفائدة ومعدل البطالة ومعدل التضخم والناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب الشائعات والكوارث التي تؤثر على العرض والطلب اليومي على العملة، وتعتبر معظم العملات العالمية الرئيسية عائمة، فقد تتدخل البنوك المركزية والحكومات إذا أصبحت عملة الدولة مرتفعة جدا أو منخفضة جداً.
وتؤثر العملة المرتفعة جداً أو المنخفضة جداً على اقتصاد الدولة بشكل سلبي وخصوصاً على التجارة الخارجية والقدرة على سداد الديون وعلى الموقف الائتماني للدولة، حيث أن انخفاض قيمة العملة جداً مقابل الدولار مثلاً يؤدي إلى رفع فاتورة الاستيراد كما يضعف القدرة على سداد الديون الأمر الذي سيؤثر على الموقف الائتماني للدولة في التقارير العالمية، أما في حال كانت قيمة العملة مرتفعة جداً فهذا سيؤدي إلى فقدان الميزة التنافسية للتصدير ما سيترك أثراً سلبياً على التجارة الخارجية للدولة.
أقوى عملة
يشير خبراء الاقتصاد إلى الأسباب التى تجعل الدولار الأميركي هو أقوى عملة في العالم ومنها، ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، تنوع الصناعات وتعددها في الاقتصاد الأميركي مقارنة باعتماد دول أخرى على عدد قليل من الصناعات أو صادرات السلع مما يجعلها أكثر عرضة للدورات الاقتصادية، وثقة المستثمرين وتطلعهم إلى شراء العملات ذات معدلات الفائدة المرتفعة مما يخلق معدل عائد احتياطي على صرف عملاتهم، حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل العملة أكثر جاذبية وبالتالي في البيئة الاقتصادية المتنامية سيؤدي ذلك الوضع إلى جعل المتداولين يتمتعون بنظرة إيجابية لارتفاع الدولار.،
ويُرجع خبراء الاقتصاد مكانة الدولار باعتباره العملة الأقوى في العالم إلى أن احتمالية أن تواجه الدولة التي تطبعها (الولايات المتحدة الأميركية) الإفلاس ضعيفة بشكل كبير، ولذلك يمثل الدولار العملة الاحتياطية الأكبر لأغلب البنوك المركزي في العالم حتى الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم تستثمر فائض تجارتها العالمية بشراء سندات الخزانة الأميركية.
استقرار العملة
يؤكد خبراء الاقتصاد أن الحكومات وصناع السياسة النقدية غالباً ما يسعون إلى استقرار عملاتهم أكثر من جعلها قوية، لأن العملة القوية تجعل صادرات الدولة أكثر تكلفة مما يضر بالقدرة التنافسية التجارية لتلك الدولة، ومن ناحية أخرى، فإن ضعف العملة يجعل الواردات أكثر تكلفة مما يؤدي إلى زيادة التضخم المحلي، لذا فإن المسار المثالي هو التصويب على الوسط وتجنب التقلبات المزعزعة للاستقرار