يعتزم أثرياء العالم الابتعاد عن الأصول الأميركية في استثماراتهم المقترحة لعام 2026 والاتجاه نحو أسواق أوروبا الغربية والصين وتعود هذه التحولات في المزاج العام إلى عدد من المخاطر التي تُقلق أصحاب المليارات، وأبرزها الرسوم الجمركية.
يقدم تقرير جديد صادر عن بنك يو بي إس الإجابات. أجرى البنك هذا العام استطلاعه السنوي لعملائه من أصحاب المليارات حول عدة مواضيع، من بينها خططهم لاستثمار أموالهم لفترات 12 شهراً وخمس سنوات. يبدو أن التفاؤل على المدى القريب يبلغ ذروته في منطقتين على وجه الخصوص مقارنةً بعام 2024: أوروبا الغربية والصين.
وبحسب ما أوردت بزنس إنسايدر، أفاد 40% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يرون فرصاً واعدة في أوروبا الغربية خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، مقارنةً بـ 18% في عام 2024. أما بالنسبة للصين، فيرى 34% من المشاركين فرصاً واعدة مقابل 11% في العام الماضي.
تشهد منطقة آسيا والمحيط الهادئ، باستثناء الصين، ارتفاعاً ملحوظاً في الاهتمام بنسبة ثماني نقاط مئوية، حيث أبدى 33% من المشاركين تفاؤلهم. في المقابل، تتراجع شعبية أميركا الشمالية بشكل كبير. فبينما أبدى 80% من المشاركين إعجابهم بالمنطقة في استطلاع عام 2024، انخفضت هذه النسبة إلى 63% فقط في عام 2025.
أشار 66% من المشاركين في الاستطلاع إلى الرسوم الجمركية كأحد العوامل “الأكثر ترجيحاً للتأثير سلباً على بيئة السوق خلال 12 شهرًا”. وتلا ذلك احتمال نشوب صراع جيوسياسي كبير بنسبة 63%، ثم عدم اليقين السياسي بنسبة 59%، وأخيراً ارتفاع التضخم بنسبة 44%.
قال أحد عملاء يو بي إس الأوروبيين: “لا أرى أميركا الشمالية الوجهة الاستثمارية الأمثل، رغم عمق أسواقها وابتكارها. فبالنسبة لنا، يُشكل التركيز الجغرافي مخاطر، وتكمن الفرصة الأفضل في التنويع”.
وتابع “نُفضل التركيز على الأصول الحقيقية، التي تُوفر قيمة ملموسة وحماية أكبر في بيئات متقلبة أو تضخمية. قد يكون الاستثمار في الأسهم بدلاً من السندات منطقياً في الدورة الحالية، لكن نهجنا يُركز على الاستقرار والمرونة بدلاً من تحركات السوق قصيرة الأجل”. ومع ذلك، ورغم تغير التوقعات قصيرة الأجل منذ العام الماضي، ظلت التوقعات للخمس سنوات القادمة ثابتة بشكل عام في معظم المناطق مقارنةً بعام 2024.
كما كشف التقرير عن الأصول التي يعتزم المستثمرون المليارديرات استثمار أموالهم فيها وكانت الأسهم الخاصة، وليست العامة، هي الأصل الأكثر شيوعاً الذي ذكر المشاركون في الاستطلاع أنهم يعتزمون استثمار أموالهم فيه خلال الاثني عشر شهراً القادمة. وأفاد 49% منهم أنهم يخططون لاستثمار أموالهم مباشرةً في الأسهم الخاصة.
جاءت صناديق التحوّط وأسهم الأسواق المتقدمة المدرجة في البورصة ثاني أكثر الخيارات الاستثمارية شيوعاً، بنسبة 43% لكل منهما. وجاءت أسهم الأسواق الناشئة المدرجة في البورصة بنسبة 37% وصناديق الاستثمار الخاص بنسبة 35% في المرتبة التالية من حيث الشعبية. في الوقت نفسه، أبدى المشاركون رغبة أكبر في سحب أموالهم من صناديق الاستثمار الخاص مقارنةً بالأسهم المتداولة في البورصة.


