من المرجح أن يتواصل نمو قطاع ألعاب الفيديو في العالم بمعدل نمو سنوي 6.6% حتى نهاية عام 2029 وفقًا لبيانات Statista. ومن المتوقع أن ينمو سوق ألعاب الفيديو في مصر و السعودية والإمارات بنسبة 4% على أساس سنوي، ليصل إلى أكثر من ملياري دولار بنهاية عام 2025، و ستضم هذه الدول نحو 83.7 مليون لاعب بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.1% على مدى خمس سنوات. وستشكل مصر وحدها 58.5% من هؤلاء اللاعبين. فيما تتميز الإمارات بمستوياتها العالية من تحقيق الدخل من المستخدمين، حيث يشتري 45% من لاعبي الأجهزة المحمولة محتوى داخل اللعبة. ومن المتوقع أيضًا أن يشكل اللاعبون 73.2% من سكان الإمارات، وهي النسبة الأعلى بين جميع الأسواق التي تم تتبعها، ويُرجح أن يرتفع هذا الرقم إلى 80% بحلول عام 2028.
وتسير مصر والسعودية والإمارات بخطوات استراتيجية نحو تشكيل مستقبل الرياضات الإلكترونية وألعاب الفيديو في المنطقة، مدعومة بالنمو المتسارع للسوق، وزيادة الاستثمارات الحكومية، وتعزيز اللوائح التنظيمية.
و وصف مدير الأبحاث والرؤى في نيكو بارتنرز Niko Partners، دانيال أحمد، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باعتبارها “إحدى أسرع أسواق الألعاب نموًا وأكثرها وعدًا” على مستوى العالم. وأشار أن نحو 71.5% من اللاعبين في المنطقة، التي تضم مصر و السعودية والإمارات يشاركون في الرياضات الإلكترونية بأشكال مختلفة، سواء من خلال المنافسة في البطولات على مستوى الهواة أو المحترفين، أو عبر متابعة المحتوى المتعلق بها.
وفقًا لتقرير Speaking the language: Localization in the MENA region الصادر عن نيكو بارتنرز بالتعاون مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، يُتوقع أن ينمو إجمالي إنفاق اللاعبين في دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.7%، ليصل إلى 3.2 مليار دولار بحلول عام 2028. كما يُتوقع أن يتجاوز عدد اللاعبين في المنطقة 38.9 مليون بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 2.9% على مدار خمس سنوات.
ومع تزايد الإنفاق من قبل اللاعبين والمشاركة الواسعة من الشباب، لعب كل من الدعم الحكومي والقطاع الخاص دورًا محوريًا في تطوير البنية التحتية للرياضات الإلكترونية. وفي يوليو وأغسطس 2024، استضافت السعودية كأس العالم للرياضات الإلكترونية لأول مرة، حيث بلغ مجموع الجوائز أكثر من 60 مليون دولار. تنافس أكثر من 1500 لاعب من أبرز لاعبي الرياضات الإلكترونية من أكثر من 100 فريق في 21 لعبة في الرياض. ومن المتوقع أن تصبح هذه المسابقة حدثًا سنويًا في المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، في يوليو 2024، تعاونت اللجنة الأولمبية الوطنية في المملكة مع اللجنة الأولمبية الدولية لاستضافة أول دورة ألعاب أولمبية للرياضات الإلكترونية في الرياض في العام المقبل. وستستمر شراكة الألعاب لمدة 12 عامًا، وهي جزء من خطة رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد. ويتوقع تقرير صادر عن PwC الشرق الأوسط والاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية أن تصل مساهمة قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية إلى 13.3 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يخلق قرابة 39 ألف وظيفة. بالإضافة إلى التنوع الاقتصادي وإشراك الشباب، تُعتبر الرياضات الإلكترونية أيضًا استثمارًا واعدًا. ففي ديسمبر 2024، كشفت شركة القدية للاستثمار في السعودية عن خطط لإنشاء منطقة متعددة الاستخدامات للألعاب والرياضات الإلكترونية، تشمل أربعة أماكن مخصصة لهذا المجال، بسعة إجمالية تصل إلى 73 ألف مقعد. ويدعم هذا المشروع استراتيجية قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن يستقطب المشروع ما يصل إلى 10 ملايين زائر سنويًا.
أما في الإمارات، فقد كشفت شبكة الرياضات الإلكترونية True Gamers هذا العام عن خطط لاستثمار 280 مليون دولار في جزيرة مخصصة للرياضات الإلكترونية في أبوظبي، كجزء من مشروع تطوير متوقع بقيمة مليار دولار. وفي سبتمبر 2024، أعلنت الشركة أيضًا عن إطلاق أول بطولة للرياضات الإلكترونية في الإمارات للاعبين غير المحترفين في نوفمبر وديسمبر 2024، بمجموع جوائز يصل إلى 100 ألف دولار. وفي نوفمبر 2023 بدبي، قدمت الإمارة برنامج دبي للألعاب الإلكترونية 2033. يهدف البرنامج، الذي تقوده مؤسسة دبي للمستقبل، إلى وضع دبي بين أفضل 10 مدن في قطاع الألعاب العالمي. ومن المتوقع أن يخلق البرنامج 30 ألف وظيفة ويساهم بنحو مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول عام 2033. وفي عام 2024، أطلقت دبي أيضًا تأشيرة الألعاب الإلكترونية في دبي لدعم المواهب والمبدعين والمبتكرين في قطاع الرياضات الإلكترونية. بالإضافة إلى الشراكات بين الشركات المحلية والعالمية، تلعب جهود التوطين المتزايدة دورًا مهمًا في نمو هذه الصناعة. هذا العام، أطلقت Riot Games خوادم محلية للعبة League of Legends في الشرق الأوسط.
كما تستفيد الشركات من النمو المتسارع لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط. في سبتمبر 2024، أعلنت Gosu Academy، وهي أكاديمية تدريب وتعليم الرياضات الإلكترونية مقرها الولايات المتحدة، عن توسعها في الإمارات بعد أن أسست وجودًا لها في السعودية.
بعد شهر، أشارت شركة الرياضات الإلكترونية NIP Group في نتائجها المالية للنصف الأول من عام 2024 إلى ورقة شروط مع مكتب أبوظبي للاستثمار، مما يشير إلى توسعها في الشرق الأوسط، تحديدًا في العاصمة الإماراتية. قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لمجموعة NIP Group، هشام شاهين، في بيان: “ستوفر ورقة الشروط الأخيرة مع مكتب أبوظبي للاستثمار إعانات أساسية ستساعدنا في تحقيق التعادل في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء قبل الموعد المتوقع، وتسريع نمونا. سيمكننا هذا من الحفاظ على الربحية حتى بعد انتهاء الدعم”. وفقًا لنشرة الاكتتاب الخاصة بها الصادرة في يوليو 2024، أبرمت مجموعة NIP اتفاقية مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لدعم الألعاب لمدة خمس سنوات، بهدف تعزيز حضور الشركة إقليميًا ودفع النمو.