احتفظت سنغافورة بصدارة قائمة أغلى مدن العالم للأفراد ذوي الثروات العالية لعام 2025، للعام الثالث على التوالي، تلتها لندن في المركز الثاني، ثم هونغ كونغ، وموناكو، وزيورخ، بينما تراجعت شنغهاي إلى المركز السادس بعد أن كانت رابعة في 2024، وقفزت دبي إلى المركز السابع وحلت نيويورك في المركز الثامن، كأغلى مدينة أمريكية ضمن العشر الأوائل، تلتها باريس وميلانو.
القائمة الصادرة عن بنك “جوليوس باير” السويسري اعتمدت على “مؤشر جوليوس باير لنمط الحياة” الذي يقيس التكاليف النسبية لسلة تضم 20 سلعة وخدمة يستهلكها الأثرياء في 25 مدينة كبرى، تشمل السيارات، المجوهرات، الخدمات القانونية، والمدارس الخاصة. كما تضمن التقرير مسحاً شمل 360 شخصاً من أصحاب الثروات العالية ممن يمتلكون أصولاً مالية قابلة للاستثمار بقيمة مليون دولار أو أكثر.
ولاحظ التقرير أن تكلفة نمط الحياة الخاص بالأثرياء انخفضت بنسبة 2% عند احتسابها بالدولار الأميركي، وهي سابقة لافتة بالنظر إلى أن أسعار هذه الفئة من السلع والخدمات كانت ترتفع تاريخياً بمعدل يعادل ضعف معدل التضخم العام. وعزا التقرير هذا الانخفاض إلى تراجع أسعار التكنولوجيا على نطاق واسع، في حين ارتفعت أسعار تذاكر درجة رجال الأعمال بنسبة 18.2% والساعات الفاخرة بنسبة 5.6% خلال العام الماضي.
ورغم التباطؤ في الإنفاق مقارنة بالسنوات السابقة، أظهر المسح أن إنفاق الأثرياء لا يزال في ارتفاع، حيث سجلت منطقة أوروبا أبطأ معدلات نمو مقارنةً بمنطقة الشرق الأوسط وأميركا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ. وأفاد التقرير بأن منطقة آسيا والمحيط الهادئ لا تزال الأسرع نمواً في العالم، مع تسجيل نمو حقيقي للناتج المحلي بنسبة 4.5% خلال عام 2024، وارتفاع عدد الأفراد ذوي الثروات العالية بنسبة 5% ليصل إلى 855 ألف شخص.
وأوضح التقرير أن الأثرياء باتوا يولون اهتماماً متزايداً بجودة الحياة وطول العمر، حيث أشار معظم المشاركين إلى اتخاذهم خطوات عملية مثل ممارسة الرياضة وتعديل أنماطهم الغذائية، فضلاً عن استثمارهم في تقنيات مثل العلاج الجيني وغرف التجميد الحيوي. كما أبدى كثيرون منهم قلقهم بشأن الاستدامة المالية في حال تجاوزت أعمارهم التقديرات المتوقعة، وأعربوا عن استعدادهم لتعديل استراتيجياتهم المالية لضمان الأمن المالي لفترات حياة أطول.
