حافظت هونج كونج على المرتبة الأولى في التقرير السنوي لتصنيف المدن بحسب كلفة المعيشة لعام 2024، الصادر عن ميرسر العاملة في قطاع العمل والتقاعد والاستثمار. وجاءت سنغافورة ثانية، و جاءت بعدها المدن السويسرية زيورخ وجنيف وبازل و بيرن ، في حين جاءت في المركز السابع نيويورك ثم لندن وناساو ، و في المركز العاشر لوس أنجلوس في ترتيب أغلى دول العالم من حيث كلف المعيشة.
تضم آسيا أغلى مدينتين في العام، من حيث كلف المعيشة، وذلك بسبب ارتفاع إيجارات السكن في المقام الأول، كما تستقطب هذه المراكز الاقتصادية المهمة عدداً كبيراً من المغتربين الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة إضافية في كلف السلع. وتحتل خمس مدن أوروبية مراكز لها ضمن أول عشر مدن على هذا التصنيف العالمي، منها أربع مدن سويسرية، إضافة إلى لندن التي قفزت تسعة مراتب لتحتل المركز الثامن. وعلى الرغم من اختلاف كلف المعيشة في أوروبا بحسب المدن، فإن البنك المركزي الأوروبي يتوقع أن يواصل معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو انخفاضه، ما يعني إمكانية استقرار الكلف بالتزامن مع تعافي الاقتصادات الأوروبية من الانتكاسات الأخيرة التي شهدتها.
وقالت إيفون ترابر، الرئيسة العالمية للتنقل لدى ميرسر: «لقد كان لكلف المعيشة أثر ملموس في المؤسسات متعددة الجنسيات وموظفيها. ولذلك فمن المهم أن تبقى المؤسسات على اطلاع على توجهات كلف المعيشة والتضخم، وأن تسعى للحصول على الملاحظات التي يقدمها الموظفون حول هذه المسائل، وذلك من أجل إدارة تأثيراتها بفاعلية».
وأصبح انتقال المواهب تحدياً صعباً أمام جهات العمل بسبب ارتفاع كلف السكن في العديد من مدن العالم. إضافة إلى ذلك، فإن توجهات التضخم المتقلبة تواصل تأثيرها في تآكل القوة الشرائية للموظفين الدوليين، وتفرض ضغوطاً إضافية على حزم تعويضاتهم. ويمكن لهذه العوامل أن تزيد من صعوبة مهمة جهات العمل في استقطاب أفضل المواهب واستبقائها، كما قد تؤدي إلى زيادة نفقات التعويضات والمزايا، والحد من تنقل المواهب، وارتفاع الكلف التشغيلية.
أضافت ترابر: تؤدي كلف المعيشة المرتفعة إلى تعديل الموظفين لأسلوب حياتهم وخفض مستويات إنفاقهم، أو حتى التسبب في مواجهتهم لصعوبات تأمين المتطلبات الأساسية. ومن أجل التخفيف من حدة هذه التحديات، فإنه يجب على جهات العمل تقديم حزم تعويضات تتضمن علاوات أو مساعدات سكنية، أو تقديم خدمات دعم أخرى، كما يمكنها استطلاع إمكانية اعتماد استراتيجيات بديلة لاستقدام المواهب.