من المرجح نمو سوق تكنولوجيا الموارد البشرية في العالم من 23 مليار دولار في عام 2021، إلى 63 مليار دولار بحلول عام 2031، وبمعدل نمو سنوي مركب نسبته 9.2% في الفترة نفسها. وفقا لدراسة صادرة عن شركة ألايد لبحوث السوق وستكون تقنيات الذكاء الاصطناعي محورية في اختيار الموظفين الأنسب للوظائف وإدارة الموارد البشرية في المستقبل القريب، وهناك العديد من شركات التوظيف ومديري الموارد البشرية في عدد من كبرى شركات العالم بدأوا بتجربة تشات جي بي تي وغيره من أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التوظيف بشكل عام. ويرجح الخبراء أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير في أنظمة الموارد البشرية والتوظيف في الشركات، مشيرين في الوقت نفسه إلى ضرورة استخدام تلك الأدوات بشكل مسؤول ومنظم وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها.
ولفت الخبراء إلى إمكان توظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين التوظيف بعدة طرائق، ومنها تحليل السيرة الذاتية بشكل ذي جدوى ومساعدة الشركات على تصفية المرشحين المناسبين للوظائف المعلنة، والإجابة عن أسئلة المرشحين الشائعة عن الوظيفة والشركة والتعامل مع المرشحين بشكل عام، وتحسين التواصل مع المرشحين بإجراء محادثات أولية مع المرشحين والتعرف إلى احتياجاتهم وأهدافهم وتوفير المساعدة المناسبة، وتحليل البيانات وتقديم التقارير المناسبة للشركات لتحسين استراتيجيات التوظيف وتحسين أداء الشركة في هذا المجال، وتدريب كوادر الموارد البشرية على كيفية التعامل مع المرشحين وتحسين خبراتهم في التوظيف.
وهناك شركات بدأت باستخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة أداء الموظفين وسلوكهم ومشاركتهم، وتزويد فرق الموارد البشرية رؤى قيمة عن الموظفين عبر تحليل رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات وأنماط العمل الخاصة بهم، واكتشاف علامات الإرهاق أو الانسحاب أو حتى سوء السلوك. ولفتت التقارير إلى أن تلك الرؤى تساعد فرق الموارد البشرية على معالجة المشكلات قبل أن تصبح أكثر أهمية، علاوة على تتبع إنتاج الموظف وتوفير بيانات عن مقدار الوقت الذي يقضيه الموظفون في مهام محددة، ما يساعد ذلك فرق الموارد البشرية على تحسين سير العمل وتحديد مجالات التحسين.