توقع خبراء الاقتصاد أن تواصل أسعار الذهب زخمها الإيجابي خلال الفترة المتبقية من عام 2025 بعد تسجيلها مستويات قياسية خلال الفترة الأخيرة وتجاوز مستوى 4000 دولار، وذلك في ظل استمرار العوامل التي ساهمت في ارتفاعها القوي هذا العام. و ارتفعت أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة بشكل سريع وإلى مستويات قياسية جديدة معززة صعودها على مدار العام الحالي، لتصل إلى مستويات أعلى من 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخها، سواء على مستوى العقود الآجلة أو المعاملات الفورية.
وسجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 53.1% منذ بداية العام الحالي، مما يضعها على مسار تحقيق أفضل أداء سنوي لها منذ عام 1979. ومع ضعف الدولار وإقبال المستثمرين على الأصول غير النقدية بشكل أكبر بسبب مخاوف تتعلق بالثقة، شهد العام الحالي حدثاً لا يتكرر كثيراً وهو ارتفاع مؤشرات الأسهم والذهب معاً إلى مستويات قياسية جديدة في نفس الوقت.
قال رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة “Cedra Markets”، جو يرق ، إن العوامل الحالية في الأسواق تدعم استكمال أسعار الذهب لزخم الارتفاع وتسجيل أرقام قياسية جديدة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي. ويتفق كلٌ من استراتيجي الأسواق المالية في “First Financial Markets” جاد حريري، وكبير محللي الأسواق المالية في شركة “FX Pro” ميشال صليبي، مع يرق، على هذا الطرح. وقال جو يرق إن الأوضاع الجيوسياسية لا تزال تعاني من بعض التأزم، ومن المرجح استمرار شراء البنوك المركزية للمعدن بكميات كبيرة والتي قد تصل إلى بين 70 و80 طناً في عام 2026، إلى جانب الخفض المتوقع في معدلات الفائدة في بعض البنوك المركزية ومنها الفدرالي الأميركي.
كما أشار يرق إلى من بين العوامل الداعمة لاستمرار ارتفاع الذهب نسبة الشراء المرتفعة من الصناديق المتداولة المستثمرة في الذهب، بالإضافة إلى زيادة اللجوء للمعدن كملاذ آمن ومخزن للقيمة خاصة مع ضعف الدولار الأميركي، وأيضاً حالات عدم الاستقرار السياسية في بعض البلاد مثل فرنسا، واليابان، والحرب التجارية الأميركية.
من جانبه، قال جاد حريري ، إنه من المتوقع استمرار الذهب في الزخم الصعودي نتيجة لعدة عوامل ترتبط بتحوط المستثمرين. وأيضاً ذكر ميشال صليبي، أن العوامل الحالية كلها كانت تصب في مصلحة الزخم الإيجابي للذهب مؤكداً على العوامل التي ذكرها يرق، إلى جانب حالة الضبابية وعدم اليقين بشأن الاقتصاد الأميركي والمخاطر التي تهدد آفاقه مثل الركود التضخمي، بالإضافة إلى حجم الدين العام الكبير والمستويات القياسية التي وصل إليها سقفه.
أيضاً أشار صليبي أن من بين العوامل التي ربما تشارك في التأثير الإيجابي على أسعار الذهب خلال الأسابيع الأخيرة إغلاق الحكومة الأميركية، وذلك بسبب المخاوف من تعرض الاقتصاد للضرر بسبب هذا الإجراء خاصة في حالة استمراره لفترة أطول وقال صليبي: “في اعتقادي أنه طالما هذه العوامل لا تزال موجودة ومستقرة، حتى لو رأينا تصحيحات بالأسعار أو عمليات جني أرباح بسيطة أو مستويات فنية يمكن تقف عندها أسعار الذهب لبعض الوقت، سيزيد الزخم الإيجابي للذهب لنهاية عام 2025 وحتى العام القادم وسنرى مستويات قياسية جديدة”.
كان جو يرق الأكثر تفاؤلاً بين المحللين الذين ، وتوقع وصول سعر الذهب إلى مستويات قد تصل إلى 4500 دولار للأونصة خلال الفترة المتبقية من عام 2025. أيضاً توقع ميشال صليبي أن تصل أسعار الذهب إلى مستويات بين 4200 و4500 دولار للأونصة صوب نهاية 2025. في حين يرى جاد حريري أن المستويات الجديدة للأسعار قد تصل إلى نحو 4100 و4200 دولار خلال الفترة المتبقية من العام.