أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن عملية التخلص من الدولار الأمريكي في العلاقات الاقتصادية بين دول تجمع الـ “بريكس” حتمية ولا رجعة فيها. وقال الرئيس بوتين في كلمة عبر الفيديو، في القمة الخامسة عشرة لدول مجموعة “بريكس” التي تضم روسيا، الصين، الهند، جنوب إفريقيا، والبرازيل وانطلقت اليوم في جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، تحت شعار “بريكس وإفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة”، إن دول المجموعة اليوم يتعين عليها حل المشاكل المعقدة، مشيرا إلى ضمان التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد الوباء، وتحسين رفاهية المواطنين، وتحديث الصناعة، وبناء سلاسل نقل ولوجستيات تتسم بالكفاءة، وتحفيز النقل العادل للتكنولوجيا.

وأضاف أنه خلال العقد الماضي، زادت الاستثمارات المتبادلة لدول المجموعة ستة أضعاف، مشيرا إلى أن استثماراتها في الاقتصاد العالمي ككل تضاعفت، ووصل إجمالي صادراتها إلى 20 في المائة من الرقم العالمي.
كما أكد أنه من المنطقي أن تكون إحدى أولويات التعاون بين (روسيا، الصين، الهند، جنوب إفريقيا، البرازيل) ككل هي تعزيز الترابط وإنشاء طرق نقل مستدامة جديدة.. مشيرا إلى أن من بين المشاريع الروسية الرائدة الطريق البحري الشمالي وممر النقل الدولي الجديد بين الشمال والجنوب.
وشدد الرئيس بوتين على أن “هذين الطريقين مصممان لتوفير أقصر المسارات التجارية وأكثرها مثالية من الناحية الاقتصادية لربط المراكز الصناعية والزراعية والطاقة الكبيرة بالأسواق الاستهلاكية”.وفي معرض حديثه عن صفقة الحبوب، قال الرئيس بوتين إنه لم يتم تنفيذ أي من شروط ما يسمى بصفقة الحبوب فيما يتعلق برفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
من جانبه قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في كلمة خلال افتتاح القمة، إن دول مجموعة “بريكس” تشكل ربع حجم الاقتصاد العالمي حيث وصل حجم التجارة البينية للمجموعة 162 مليار دولار سنويا.وأضاف الرئيس رامافوزا أن مجموعة “بريكس” تعمل على تقوية العلاقات الاقتصادية بين دولها وأن النمو الاقتصادي يجب أن تسوده الشفافية والاندماج ضمن معايير منظمة التجارة العالمية.
من جانبه قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إننا نخطط لإدخال نظام خاص واستخدام العملات الوطنية في المبادلات بين أعضاء مجموعة “بريكس”.وأضاف أننا تفوقنا على مجموعة السبع (G7)، من خلال مؤشرات نمو التجارة ونمو اقتصادي بـ2.3%. وأكد الرئيس البرازيلي أن “بريكس” تمتلك إمكانات كبيرة وهائلة لتسهيل الإجراءات والظروف أمام رجال الأعمال.
في سياق متصل أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن العالم يشهد تغيرات غير مسبوقة والمجتمع الدولي أمام مفترق طرق، داعيا إلى العمل الجماعي للتغلب على الخلافات والنزاعات.وقال الرئيس الصيني في كلمته التي ألقاها وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو: “لا نريد حربا باردة جديدة ولا كتلا تتنازع فيما بينها، وإنما نريد الاستقرار والازدهار وهذا منطق التنمية الإنسانية، كما أن أي محاولة لتشكيل تحالفات عسكرية ستؤدي إلى زعزعة السلام والاستقرار العالميين”.
وأضاف: “تعلمنا الدروس من الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، واخترنا الانفتاح من أجل التعاون مع دول العالم.. الصين لا ترغب بالدخول في صراع مع القوى الكبرى، والتعاون والعمل الجماعي يجب أن يتغلبا على الخلافات والنزاعات”.
من جانبه قال ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، إن بلاده واجهت صعوبات عدة خلال السنوات الأخيرة ونجحت في تحويلها إلى فرص، مشيرا إلى أن “بريكس ظهرت كبارقة أمل للاقتصاد العالمي ولعبت دورا مهما في تعزيزه”.وأضاف رئيس الوزراء الهندي، خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية لقمة “بريكس”: “رصدنا 110 مليارات دولار لتطوير البنية التحتية، نحن من أكثر الدول التي تشهد نموا اقتصاديا”.
ويشارك قادة 4 دول في القمة بصورة شخصية وهم الرئيس الصيني، والرئيس البرازيلي، ورئيس الوزراء الهندي، ورئيس جنوب إفريقيا، بينما يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو.وقبيل القمة، أعربت 40 دولة على الأقل عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، وستطرح جنوب إفريقيا على قادة بلدان “بريكس” مقترحا لتوسيع العضوية، فيما يتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة.
ويتصدر جدول أعمال قمة مجموعة “بريكس”، التي تستمر ثلاثة أيام، موضوع توسيعها وزيادة عدد أعضائها وكيفية تحسين العلاقات الاقتصادية بين اقتصادات أعضائها الخمسة، وجمع الأموال لبنك التنمية الجديد، المعروف على نطاق واسع باسم بنك بريكس – الذي تأسس في عام 2015 كبديل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.