تفوق مساعد الذكاء الاصطناعي الصينى” ديب سيك” على منافسه تشات جي بي تي ليصبح التطبيق المجاني الأعلى تصنيفاً على متجر أبل في الولايات المتحدة وهو ما يعد بمثابة نقلة نوعية في مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي الذي هيمنت عليه لفترة طويلة الشركات الأمريكية مثل أوبن إيه آي وجوجل ديب مايند. وكانت شركة،” ديب سيك” التي أسسها مدير صندوق التحوط، ليانغ وينفينغ، قد كشفت عن نموذجها المتقدم R1، وهو نموذج لغوي ضخم بميزانية محدودة نسبياً، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التكنولوجية وأسواق المال العالمية، خصوصاً في وادي السيليكون، حول ما إذا كانت الشركات الأميركية ذات الموارد الأكبر، مثل ميتا و أنثروبيك ، قادرة على الحفاظ على تفوقها التقني في ظل هذا التحدي الجديد.
وحسب شركة أبحاث بيانات التطبيقات سنسور تاور، فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي الذي يعمل بنظام ديب سيك- في 3، الذي يقول مبتكروه إنه يتصدر قائمة المتصدرين بين نماذج المصدر المفتوح وينافس أكثر نماذج المصدر المغلق تقدماً على مستوى العالم، شهد زيادة ملحوظة في شعبيته بين المستخدمين الأميركيين منذ إطلاقه في 10 يناير .
وشهدت أسواق التكنولوجيا الآسيوية انخفاضاً في أسهم الشركات الكبرى، اليوم وذلك على خلفية المخاوف المتعلقة بالاستثمار العالمي في الذكاء الاصطناعي وتأثير شركة ديب سيك»الصينية الناشئة. وتراجعت أسهم شركتي الرقائق اليابانيتين كيسكو كورب، و أدفانتست ، الشريكة لشركة إنفيديا، بنسبة 2.9 في المائة و8.1 في المائة على التوالي، في حين هبطت أسهم الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (إس إم آي سي)، الرائدة في صناعة الرقائق في الصين، بنسبة 2.5 في المائة. وأظهرت التداولات في الولايات المتحدة أن شركة إنفيديا، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، كانت على استعداد للافتتاح على انخفاض عند إغلاق يوم الجمعة.
تأتي هذه الانخفاضات في وقت استوعبت فيه الأسواق التقدم غير المتوقع لشركة الذكاء الاصطناعي الصينية ديب سيك، مما أثار الشكوك حول الإنفاق الرأسمالي الضخم في مجال الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون واستدامة الهيمنة التقنية الأميركية في هذا القطاع.
ونشرت ديب سيك ورقة بحثية تفصيلية توضّح كيفية بناء نموذجها بتكلفة لا تتجاوز 6 ملايين دولار، باستخدام شرائح إنفيديا إتش 800 الأقل تطوراً، مما أظهر قدرة الفريق الصيني على تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة. واعتبر هذا الإنجاز دليلاً على قدرة الصين على تحقيق اختراقات تقنية على الرغم من القيود التي فرضتها واشنطن على تصدير الرقائق المتقدمة، وهو ما فتح المجال للتساؤلات حول فاعلية السياسات الأميركية وحجم قدرة الشركات الصينية على الابتكار في ظل هذه القيود.
ويقول المطلعون على الصناعة إن تركيز ديب سيك الفريد على البحث يجعلها منافساً قوياً، حيث إنها على استعداد لمشاركة اكتشافاتها بدلاً من الاحتفاظ بها لأغراض تجارية. كما لم تقم ديب سيك بجمع أموال من مصادر خارجية أو اتخاذ خطوات كبيرة لتحقيق إيرادات من نماذجها.
وزعمت الشركة الناشئة الصغيرة أنها تبني نماذج تنافسية بميزانية محدودة، مما دفع المطلعين على الصناعة إلى التساؤل حول ما إذا كان من الضروري ضخ عشرات المليارات من الدولارات في بناء مجموعات شرائح الذكاء الاصطناعي لتدريب نماذج اللغة الكبيرة.