تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولاً ملحوظاً في ممارسات التوظيف، حيث تتبنى الشركات الحلول الرقمية والتقنيات الافتراضية لتبسيط عمليات التوظيف وضمان العثور على أفضل الكفاءات. و كشف استبيان جديد أجراه مؤخراً بيت.كوم، عن تنامي التوجه لاعتماد التقنيات الافتراضية وحلول التوظيف الإلكترونية في سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبحسب هذا الاستبيان الذي حمل عنوان «ممارسات التوظيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2023»، يخطط 93% من المجيبين لاعتماد حل توظيف إلكتروني خلال عام 2023 تماشياً مع التغيرات التي يشهدها القطاع في العصر الرقمي.
تم جمع بيانات استبيان ممارسات التوظيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2023 عبر الانترنت بمشاركة 2304 أشخاص من مصر و الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، واليمن، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، والسودان، وغيرها. ويسلط الاستبيان الضوء على العوامل الأكثر أهمية لضمان نجاح عملية التوظيف، والمتمثلة في الوصول إلى أكبر عدد من الكفاءات (47%) والقدرة على اختبار وتقييم المرشّحين عبر الإنترنت (24%). ولتحقيق ذلك، تتبنى 90% من شركات المنطقة تخطط لتبني عملية توظيف إلكترونية بالكامل في عام 2023.
وتدرك الشركات المزايا التي توفرها أدوات التوظيف الرقمية على نحو متزايد، والتي تتيح إمكانية الوصول إلى عدد أكبر من المرشّحين. وبحسب الاستبيان، تعتبر تقنية البحث عن السير الذاتية (43%) وإعلانات الوظائف (36%) كأهم الأدوات خلال عملية التوظيف، تليها أنظمة تتبع طلبات المتقدمين عبر الإنترنت (11%) ومنصات إجراء المقابلات عبر الفيديو (10%).
وقد سلط الاستبيان الضوء على الفوائد التي توفرها أدوات التوظيف عبر الإنترنت، أبرزها توفير الوقت والتكاليف (49%)، والعثور على مرشّحين أكثر كفاءة (20%)، وسهولة الاستخدام (17%)، والعثور على عدد أكبر من المرشّحين (14%). ومن المرجح أن تشهد ممارسات التوظيف الرقمية تطوراً مستمراً، تماشياً مع التقدم التكنولوجي، الأمر الذي يؤثر إيجاباً في كل من أصحاب العمل والباحثين عن عمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وإضافة إلى حلول التوظيف الإلكترونية، يُظهر الاستبيان تزايد أهمية التقنيات الافتراضية على مستوى المنطقة. ويتم اعتماد المقابلات الافتراضية على نطاق واسع كبديل موثوق للمقابلات المباشرة، حيث يوافق 62% من المجيبين بشدة على ذلك، ويوافق عليه 21% إلى حد ما. كما يتوقع الاستبيان تزايداً في معارض التوظيف الافتراضية خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع موافقة 67% من المجيبين بشدة على ذلك، وموافقة 17% منهم إلى حد ما.
ومن المتوقع أن تستمر حلول التوظيف الإلكترونية والتقنيات الافتراضية في تشكيل مستقبل ممارسات التوظيف عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتتمثل أهميتها في معالجة التحديات الرئيسية التي يشهدها السوق، مثل النقص في المرشّحين المؤهلين (33%) وسوء إدارة عملية التوظيف (34%). في الواقع، يتمثل الهدف الأول لخبراء التوظيف في عام 2023 في اعتماد تقنيات التوظيف الافتراضية (41%) وتحسين جودة التوظيف (36%).
ومن وجهة نظر الباحثين عن عمل، من المتوقع أن تكون مواقع التوظيف الإلكترونية (62%) أكثر وسيلة موثوقة للبحث عن وظائف خلال الأشهر القليلة المقبلة، متجاوزة مواقع الشركات الإلكترونية (18%) ومواقع التواصل الاجتماعي (17%) والمجلات والصحف (3%). وتوفر مواقع التوظيف الإلكترونية طريقة فعالة لتمكين المرشّحين من النجاح في سوق العمل المتطور، ويعود الفضل في ذلك إلى الميّزات التي توفرها، مثل أدوات إنشاء السيرة الذاتية وتنبيهات الوظائف المخصصة.