حقق المرشح الجمهورى والرئيس السابق دونالد ترامب 270 صوتا فى مجمع الانتخابات الأمريكى بعد فوزه فى ولاية ألاسكا (3 أصوات)، وولاية بنسلفانيا (19 صوت) ليحصد 22 صوتا أضيفوا إلى 248 صوتا حصيلة الولايات التى فاز بها مسبقا فى سباق الرئاسة. وسيطر ترامب على زمام السباق بعد تمكنه من نيل الفوز فى أغلبية الولايات المتأرجحة، حيث فاز فى 6 ولايات من الـ10 ولايات المتأرجحين، ليحقق ريادة فى المجمع الانتخابى والتصويت الشعبى.
ارتفعت أصوات المرشح الجمهورى دونالد ترامب لتصل إلى 248 صوتا فى المجمع الانتخابى بعد فوزه بولايات، يوتا (6 أصوات)، جورجيا (16 صوتا)، وأيداهو (4 أصوات)، بينما حصلت منافسته كامالا هاريس على 201 صوت بعد تفوقها فى ولايات واشنطن (12 صوتا)، وكاليفورنيا (54 صوتا)، وأوريجن (8 أصوات).
وكان ترامب قد حصد 222 صوتا فى المجمع الانتخابى، بعد فوزه فى 5 ولايات هى: نورث كارولينا (16 صوتا)، يوتا (6 أصوات)، أوهايو (17 صوتا)، كانساس (6 أصوات)، مونتانا (4 أصوات)، فى حين حصلت منافسته كامالا هاريس على 105 أصوات.
وتمكن من خطف الأصوات في ولايات ميسيسبي (6 أصوات) و نورث داكوتا (3 أصوات) وساوث داكوتا (3 أصوات) ووايومينج (3 أصوات) وتكساس (40 صوتا) ونبراسكا (5 أصوات) ولويزيانا (8 أصوات).
كما فاز ترامب بولايات ميسوري (10 أصوات)، وألاباما (9 أصوات)، وأوكلاهوما (7 أصوات)، وتينيسي (11 صوتا)، فلوريدا (30 صوتا) واركنساس (6 أصوات)، وويست فيرجينيا (4 أصوات) وساوث كارولينا (9 أصوات)، وإنديانا (11 صوتا)، وكنتاكى (8 أصوات).
وحسم المرشح الجمهورى السباق فى خمس ولايات متأرجحة، هى: تكساس (40 صوتا)، أوهايو (17 صوتا)، فلوريدا (30 صوتا)، جورجيا (16 صوتا)، ونورث كارولينا (16 صوتا)، ليقترب من حسم السباق الرئاسى إلى البيت الأبيض.ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الأداء الاقتصادي للإدارات الأمريكية السابقة لعب دورا كبيرا في ترجيح كفة منافس على آخر في سباق الرئاسة الأمريكية، وهو ما ينطبق على الانتخابات الحالية، حيث توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع والشأن الاقتصادي يشغل حيزا من تفكيرهم، فهل تذكروا النمو القوي الذي حققته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أم إن التضخم الذي أرقهم ما زال يغضبهم؟ وأردفت الصحيفة، في تقرير لها، أن تأثير الاقتصاد على نتائج الانتخابات هو أمر يشوبه التعقيد، فخلال إدارة الرئيس الأمريكي الحالي كان الاقتصاد من جانب ينمو بشكل مطرد، مما أدى إلى توليد ملايين الوظائف الجديدة ودفع الأجور إلى الارتفاع، إلا أنه من جانب آخر ارتفعت فيه الأسعار بشكل حاد، مقارنة بما كانت عليه عندما تولى الرئيس بايدن منصبه، وارتفعت تكلفة الإسكان بشكل يفوق قدرة الكثير من الأشخاص، وهذه العوامل تؤثر على مزاج الأمريكيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مرشحة الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس لم تركز على أرقام الوظائف والنمو بقدر ما فعل بايدن، بل ركزت رسالتها على ما أسمته “اقتصاد الفرص”. وقال منافسها دونالد ترامب إنه سيدفع بمجموعة من التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية، في حين رسم صورة أكثر قتامة للاقتصاد. وحذر خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن فوز هاريس من شأنه أن يؤدي إلى كساد اقتصادي على غرار عام 1929، وفقا للصحيفة.
وذكرت الصحيفة أنه ربما يكون التفاعل بين النمو القوي والأسعار المرتفعة أحد الأسباب الرئيسية وراء إظهار استطلاعات الرأي أن هناك تساويا كبيرا في فرص الفوز بين المرشحين.
ولفتت “وول ستريت جورنال” أن ذلك واضح أيضا في نموذج التنبؤ الرئاسي المستمر لفترة طويلة، والذي طوره راي فير خبير الاقتصاد بجامعة ييل، لأول مرة في سبعينيات القرن العشرين، مضيفة أنه من خلال فحص البيانات التي تعود إلى أوائل القرن العشرين، وجد أن ثلاثة متغيرات اقتصادية نجحت في التنبؤ بالتصويت الرئاسي بشكل جيد.
وأوضحت الصحيفة أن المتغير الأول يتعلق بمعدل نمو نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أو المعدل حسب التضخم في الأرباع الثلاثة التي تسبق الانتخابات، وكلما زاد النمو الذي حققه الاقتصاد خلال عام الانتخابات، كان ذلك أفضل بالنسبة لمرشح الحزب الحاكم.
وأشارت إلى أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي سجل نموا بمعدل 2 بالمئة في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، وهو أفضل معدل قبل الانتخابات منذ فوز الرئيس السابق جورج دبليو بوش بفترة ولايته الثانية في عام 2004.
وأضافت وول ستريت جورنال أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي نما بمعدل أفضل بلغ 2.8 بالمئة خلال فترة رئاسة بايدن بأكملها حتى الربع الثالث، وهو الأفضل منذ الرئيس السابق ليندون جونسون، لكن نموذج راي فير يشير إلى أن الناخبين يركزون بشكل أكبر على الأداء الاقتصادي لآخر أرباع. وذكرت أن المتغير الثاني في نموذج التنبؤ هو التغيرات في مقياس التضخم المسمى مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي، وهو مقياس يستخدم لقياس التغير في الأسعار (أي التضخم أو الانكماش) لجميع السلع والخدمات المنتجة داخل الاقتصاد على مدار فترة زمنية معينة، وقد وجد فير أن التغيرات في الأسعار على مدى فترة الرئاسة بأكملها هي التي تهم.
وأضافت الصحيفة أنه كلما ارتفعت الأسعار، كان الأمر أسوأ بالنسبة للحزب الحاكم، ونجد أن مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي توسع بمعدل سنوي بلغ 4.5 بالمئة في أول 15 ربعا من رئاسة بايدن، وهو أسرع وتيرة منذ الولاية الأولى للرئيس السابق رونالد ريغان. ولفتت لاستمرار الغضب إزاء الزيادات الحادة في الأسعار التي حدثت في وقت سابق من رئاسة بايدن على الرغم من تباطؤ التضخم. كما استمر الغضب على الرغم من أن التحليلات الاقتصادية لبيانات وزارة العمل تظهر أن أجور معظم العمال ارتفعت أكثر من ارتفاع الأسعار.
وزادت الصحيفة أن المتغير الأخير في نموذج فير هو ما أطلق عليه “أرباع الأخبار الجيدة”، في إشارة إلى عدد الأرباع خلال الفترة الرئاسية التي تجاوز فيها نمو نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي 3.2 بالمئة، وأشارت الصحيفة إلى أنه كان هناك أربعة من هذه الأرباع خلال إدارة بايدن، في حين كانت هناك ثلاثة أرباع لترامب قبل انتخابات 2020.
وبناء على المتغيرات الاقتصادية الثلاثة، بالإضافة إلى بعض المقاييس غير الاقتصادية مثل المدة التي ظل فيها حزب الرئيس في السلطة، يتوقع نموذج فير أن تحصل هاريس على 49.5 بالمئة، وترامب على 50.5 بالمئة، من حصة أصوات الحزبين، بعبارة أخرى، تماما كما تظهر متوسطات استطلاعات الرأي، وفقا لما ذهبت إليه الصحيفة.
بيد أنها أشارت إلى أن هذا لا يعني أن النتائج الفعلية سوف تبدو متقاربة، ذلك أن نموذج فير لا يتضمن أيا من القضايا غير الاقتصادية التي قد تحفز الناخبين، أو مدى فعالية الحملات الانتخابية في جهودها. واختتمت الصحيفة بقولها سواء فازت هاريس أو ترامب، فسوف يكون من الممكن الإشارة إلى الاقتصاد والقول بصدق: “هذا هو السبب”. لكنه لن يكون السبب الوحيد أيضا.