تواجه مؤسسات وقطاعات في حكومة الولايات المتحدة الأمريكية خطر الإغلاق في ظل عدم توصل الكونجرس إلى تشريع يسمح باستمرار تمويل الحكومة، وإذا لم يتوصل الجمهوريون والديمقراطيون إلى اتفاق قبل الأول من أكتوبر المقبل، فإن قطاعات اقتصادية واسعة ستضطر إلى الإغلاق. وذكرت شبكة ” CNN ” الإخبارية، في تقرير لها، أن الوقت الذي يطل فيه خطر الإغلاق يصادف فترة حساسة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، وذلك بالرغم من أن الركود الذي طال الحديث عنه لم يحدث بعد، لكن التهديدات الاقتصادية “موجودة في كل مكان”. وقالت الشبكة الأمريكية : إن هناك مجموعة من العوامل تجعل من مثل هذه الإغلاقات “فوضوية”، فأسعار النفط تتسارع نحو 100 دولار للبرميل، مما يهدد برفع أسعار الغاز، والتي هي مرتفعة أصلا، كما يهدد برفع معدل التضخم الإجمالي.
وأشارت إلى أن مسألة الثقة تتسم دائما بالهشاشة، حيث من الصعب أن نرى كيف يمكن لواشنطن أن تساعد في غرس الثقة بين الأمريكيين المنهكين من التضخم، ناهيك عن قادة الأعمال والمستثمرين، مضيفة أن “الرؤساء التنفيذيين للشركات بدأوا بالفعل في دق ناقوس الخطر”.
ونقلت شبكة CNN الأمريكية عن جو بروسويلاس، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في شركة آر اس ام للاستشارات قوله إن مخاطر الإغلاق الحكومي ستؤثر على ثقة الشركات والمستهلكين فيما قد تهدد بدفع النمو في الربع الأخير من العام إلى أقل بكثير من 1 بالمئة.
وبدوره يرى التقرير أن التأثير الفعلي على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة قد لا يكون كبيرا، مستشهدا بتوقعات مؤسسة “غولدمان ساكس” بأن الإغلاق من شأنه أن يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2 نقطة مئوية لكل أسبوع من الإغلاق..لكن في الوقت ذاته حذرت من أن استمرار حالة الإغلاق بشكل أطول في ظل تواجد عوامل أخرى، من إضراب ” نقابة عمال السيارات”، وارتفاع أسعار النفط ، وعودة أقساط القروض الطلابية، سيؤثر على النمو وسيؤدي إلى تعطيل حياة الملايين من الأمريكيين.
كما سلطت CNN الضوء على سيناريو متعلق بالبنك المركزي الأمريكي والمستثمرين عند الإغلاق الحكومي، وذكرت أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي والمستثمرين لن يستطيعوا اتخاذ قرارات هامة دون رؤية كاملة لما يحدث بالفعل في الاقتصاد، حيث إنه لن يتم نشر الإحصاءات الاقتصادية حول البطالة والتضخم أثناء الإغلاق.
كما أشارت إلى أن ما يقرب من أربعة ملايين موظف فيدرالي لن يحصلوا على رواتبهم حتى تتم إعادة فتح الحكومة، مضيفة أن هذه مشكلة كبيرة للعديد من العمال الذين يعيشون على الرواتب.
وتقدر جمعية السفر الأمريكية أن يخسر اقتصاد السفر المحلي ما يصل إلى 140 مليون دولار يوميا بسبب إغلاق الحكومة، لافتة إلى أنه سيتم إيقاف عمليات التفتيش على الأغذية والنفايات الخطرة أثناء فترة الإغلاق.
ونقلت الشبكة عن وكالة موديز للتصنيف الائتماني، أن الإغلاق “سيؤكد ضعف المؤسسات والحوكمة الأمريكية مقارنة بالدول السيادية الأخرى ذات التصنيف AAA ، وبعبارة أخرى، فإن البلدان التي تتمتع بتصنيفات ائتمانية مثالية لا تشهد بانتظام فوضى سياسية.
من جانبها ترى وكالة الصحافة الفرنسية أن من شأن الإغلاق أن يكون له تداعيات سياسية خطيرة على الرئيس الأمريكي جو بايدن في سعيه للفوز بولاية ثانية في انتخابات 2024، مشيرة أن البيت الأبيض حذر الإثنين الماضي من أن سبعة ملايين شخص يعتمدون على برنامج المساعدات الغذائية للنساء والأطفال والذي قد ينقطع التمويل عنهم.
وقال البيت الأبيض : إن نساء وأطفالا سيتعذر عليهم قريبا شراء حاجياتهم من متاجر البقالة بسب الإغلاق، مشيرا إلى “نضوب صندوق الطوارئ الفيدرالي خلال بضعة أيام وإلى محدودية الموارد المالية لولايات عدة لتشغيل برنامج المساعدات الغذائية للنساء والأطفال”. واختتمت شبكة CNN الإخبارية قولها “إنه وبالنظر إلى ما يمكن أن يسببه الإغلاق الحكومي، فإن مثل هذه الإغلاقات هي آخر شيء يحتاجه اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية”.