عندما يرتفع سعر السبائك، يتحول صانعو القطع المخصصة، للمعادن الثمينة الأخرى والتركيز على الأحجار الكريمة، بدلاً من اللجوء إلى رفع الأسعار. وشهدت أسعار الذهب خلال السنوات الـ5 الماضية، ارتفاعاً بأكثر من 38 %، بينما تجاوزت هذه الأسعار 470 % خلال العشرين سنة الماضية.
وناهزت أسعار الذهب، أرقاماً قياسية جديدة في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في 24 فبراير الماضي، من 1912 دولاراً للأوقية، ليقفز إلى 2057 دولاراً في 8 مارس، ليتراجع تارة أخرى في شهر مايو لنحو 1890 دولاراً للأوقية. وفي غضون ذلك، لحق الضرر حتى بالشركات المستعدة لاستقبال مثل هذه التقلبات، حيث قامت باندورا مثلاً، والتي تعتبر أكبر علامة تجارية للمجوهرات في العالم من حيث الحجم، بالتحوط بنسبة 70 % على الأقل من أسعار المعادن الثمينة، بُغية توفير حاجز لحماية أعمالها.
ويشكل قطاع المجوهرات، ما يقارب 50 % من الطلب العالمي على الذهب. ويُذكر أن، ما يزيد على 50 % من الطلب العالمي على المجوهرات، يأتي من الصين والهند، بحسب فاينانشيال تايمز. مع أن سعر الذهب، لم يعد للمستوى المرتفع الذي بلغه في شهر مارس، لكنه لم يخلُ من التقلبات منذ ذلك الوقت، ليتراجع لأدنى مستوى خلال عام عند 1704 دولارات للأوقية في 20 يوليو، ليعود ويكسر ذلك الحاجز عند 1800 دولار للأوقية في 12 أغسطس.
وكلما ارتفع سعر الذهب، يبقى التجار أمام خيارين؛ بين أن يتم وضع هذه الزيادة على كاهل المستهلك أو لا. وعندما يرتفع سعر الذهب أو يتراجع في محيط 100 دولار على الأوقية، ويستمر على ذلك الوضع لمدة 7 أيام على الأقل، يلجأ أصحاب الأعمال لتغيير سعر المجوهرات فقط. وتتبنى شركة جوديث بيترهوف لتصميم المجوهرات، طريقة هجينة، حيث تتحمل بعض التكلفة في القطع الجاهزة التي يتم بيعها عبر الإنترنت، بينما تحمّلها للعميل، في حالة شراء القطع الثمينة. ولخفض تكلفة القطع الثمينة، تقدم الشركة، تصميماً من ذهب أقل سعراً من عيار 9 و14 قيراطاً، بدلاً من عيار 18، المعمول به دائماً في صناعة المجوهرات.
الأحجار الكريمة
وتعمل بعض المؤسسات، على زيادة نسبة الأحجار الكريمة في تصاميمها، مع تقليل كمية المعادن، خاصة وأن قيمة الأحجار الكريمة، تفوق قيمة الذهب. وفي مؤسسة فاين ماتر للتجارة الإلكترونية، ارتفعت مبيعات قطع المجوهرات المصنوعة من الفضة، بنحو 44% خلال الربع الماضي. ويشير بعض خبراء القطاع، لتراجع مبيعات القطع المصنوعة من الذهب الخالص الثقيل، نظراً لارتفاع أسعار المعدن،
ما دفع بعض المستهلكين للإقبال على شراء، القطع المصنوعة من الفضة والنحاس المطلية بالذهب. وتستفيد بعض المؤسسات، من تقنية التصميم عبر أجهزة الكمبيوتر، التي تساعد في الوصول لعمليات تسعير ووزن غاية في الدقة والسهولة. وعادة ما يؤثر عدم استقرار الأسعار، على طرق التصميم التي ينتهجها أصحاب تلك المؤسسات. وربما تصبح هذه التوجهات، أكثر شيوعاً إذا استمرت أسعار الذهب في الارتفاع. لكن ومع أن ذلك قد يثير بعض القلق في أوساط القطاع، يتفق معظم صانعي المجوهرات، على أنه وبصرف النظر عن مدى فترة الارتفاع، فإن تقلبات أسعار الذهب، ما هي إلا مجرد جزء من هذه الصناعة.