شهدت إيرادات قناة السويس فى عام 2024، انخفاضًا تجاوز 60% مقارنة بعام 2023، مما يعنى أن مصر قد خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار فى عام 2024، على إثر الأحداث الراهنة فى منطقة البحر الأحمر وباب المندب، والتى أثرت سلبًا على حركة الملاحة بالقناة واستدامة التجارة العالمية.
كما تكبدت شركات التأمين العالمية خسائر ضخمة وسط تراجع حاد في حركة الملاحة الدولية مع توجه السفن نحو رأس الرجاء الصالح بديلًا عن البحر الأحمر. وأفادت شركة غالاغر للخدمات التأمينية بأن متوسط أسعار السوق ارتفع من مستوى ما قبل الصراع وهو 0.02% إلى متوسط 0.75 % حتى الشهر الثاني من العام.
وارتفعت الأسعار بعد ذلك بنحو 1% مع مطالبات من بعض الأسواق بزيادتها 1.5% بالنظر إلى السفن المرتبطة بالمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة، بعد أن ضرب صاروخان أطلقهما الحوثيون سفينة الشحن روبيمار ما أدى إلى إغراقها.
بدأت الجماعة المتحالفة مع إيران هجماتها في البحر الأحمر في أكتوبر 2023 عندما خطفت السفينة غالاكسي ليدر. ورغم أن السفينة لم يكن لديها تأمين على هيكل السفن ضد مخاطر الحرب، فإن غرقها كان مؤشرًا على نجاح هجمات الحوثيين. وتزايدت هذه الهجمات في ديسمبر 2023 واستمرت في العام الجاري. وأدت هذه الهجمات إلى تراجع سريع في حركة الملاحة، وهو ما استمر حتى يومنا هذا.
أوضح رئيس اللجنة المعنية بالحقائق والأرقام في الاتحاد الدولي لشركات التأمين البحري، جون لين، في فبراير/شباط أن حركة الملاحة في البحر الأحمر انخفضت 50%، وهو ما صاحبته زيادة موازية في حركة المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
خسرت السوق البحرية بين شهري مارس ويوليو السفينتين ترو كونفيدنس وتوتور. وأشارت خدمة (ذا انشورار) التابعة لرويترز إلى أن شركة (إم.جي.إيه نفيام مارين) تقود جهود تغطية التأمين على السفينة ترو كونفيدنس ضد مخاطر الحرب بقيمة 23 مليون دولار في حين تقود شركة (ترافيلارز) تغطية التأمين على السفينة توتور بقيمة 40 مليون دولار.
واستهدف الحوثيون أيضًا السفينة لاكس التي ترفع علم جزر مارشال والسفينة سونيون. وتقود شركة (إس.آي.إيه.تي) جهود تغطية التأمين على السفينة لاكس ضد مخاطر الحرب بقيمة 36 مليون دولار، في حين تقود شركة (كيل كونسورتيوم) تغطية التأمين على السفينة الثانية بقيمة تزيد على 60 مليون دولار. ويرى خبراء أن العثور على شركة ترغب في التأمين على السفن التي لها صلة بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسرائيل بات من الصعب جدًا.
وشهدت أسعار تأمين السفن ضد مخاطر الحرب تقلبات كبيرة، فقبل هجوم أغسطس على سفينة سونيون، انخفضت هذه الأسعار إلى 0.4% تقريبًا. ومع ذلك، أدى الهجوم ولاحقًا احتجاز سفينة غالاكسي ليدر لمدة 12 شهرًا إلى ارتفاع حاد في الأسعار ليصل إلى 0.75%، ما يؤكد العلاقة المباشرة بين الهجمات وارتفاع تكاليف التأمين. وتصل فاتورة التأمين على السفينة غالاكسي ليدر إلى 65 مليون دولار.