استحوذت أليس والتون – الابنة الوحيدة لمؤسس شركة البيع بالتجزئة العملاقة وول مارت الراحل، سام والتون – على لقب أغنى سيدة في الولايات المتحدة لعام 2024 مع تزايد أعداد المتسوقين في وول مارت بفضل أسعارها المنخفضة التي تساعد على مواجهة التضخم، وقد شهد سهم الشركة ارتفاعًا بنسبة 41%
ونتيجة لذلك، ارتفع صافي ثروة والتون، 74 عامًا، إلى 89.2 مليار دولار، بعد أن كان 66.5 مليار دولار. وتفوق ثروتها بمقدار 15 مليار دولار ثروة جوليا كوك، ثاني أغنى سيدة في القائمة، التي ورثت 42% من شركة Koch, Inc (Koch Industries سابقًا) بعد وفاة زوجها الراحل ديفيد كوك في عام 2019. يُذكر أن جوليا كوك قد حملت لقب أغنى سيدة في أميركا لفترة وجيزة في عام 2022.
تقترب أليس والتون، من أن تصبح ثاني امرأة في التاريخ تصل إلى صافي ثروة قدره 100 مليار دولار. وكانت فرانسواز بيتنكور مايرز، وريثة شركة التجميل العملاقة لوريال، قد انضمت إلى نادي الـ100 مليار دولار في يونيو الماضي، إلا أن ثروتها تراجعت إلى قرابة 88 مليار دولار بحلول الرابع من سبتمبر.
في تلك الفترة، تجاوزتها والتون لفترة وجيزة لتصبح أغنى امرأة في العالم لأول مرة منذ مايو 2022. ومع ذلك، استعادت بيتنكور مايرز الصدارة في 26 سبتمبر بثروة بلغت 92.6 مليار دولار.
على الرغم من أن عائلة والتون قد باعت ما قيمته أكثر من 28 مليار دولار من أسهم وول مارت على مدى العقد الماضي وتبرعت بما يتجاوز 11 مليار دولار من أسهم الشركة، إلا أن العائلة لا تزال تملك نحو 45% من عملاق البيع بالتجزئة. ويعود الفضل في ذلك بقدر كبير إلى عمليات إعادة شراء الأسهم التي حالت دون تقلص حصة العائلة.
كانت أليس والتون، وهي أصغر أبناء سام والتون الأربعة، في الثانية عشر من عمرها فقط عندما افتتح والدها أول متجر وول مارت في روجرز، أركنساس، عام 1962. عقب تخرجها من جامعة ترينيتي في تكساس عام 1971، عملت لفترة قصيرة في وول مارت. ثم انتقلت إلى نيو أورليانز لتعمل لدى شركة E.F. Hutton. بينما عادت في الثمانينيات إلى بنتونفيل للإشراف على عمليات الاستثمار في بنك Arvest Bank التابع للعائلة، قبل أن تؤسس شركتها الخاصة للإقراض والسمسرة Llama، بتمويل عائلي قدره 19.5 مليون دولار. بعد إغلاق Llama في عام 1998، انتقلت والتون إلى تكساس حيث ركزت اهتمامها على الأعمال الفنية.
ترأست أليس والتون متحف Crystal Bridges Museum of American Art في بنتونفيل لمدة عشر سنوات، قبل أن تسلم زمام الأمور إلى أوليفيا والتون، زوجة ابن أخيها توم والتون، في عام 2021. و يُنسب إلى أليس الفضل في تأسيس هذا المتحف، الذي يمتد على مساحة 120 فدانًا ويحتوي على أعمال فنية لفنانين مثل آندي وارهول وجورجيا أوكيف. تم تمويل تكلفة افتتاح المنشأة، التي بلغت حوالي 1.6 مليار دولار في عام 2011، من صناديق ائتمانية باسم شقيقها الراحل جون والتون ووالدتها هيلين والتون، التي توفيت عام 2007.
على مدى العقد الماضي، كثفت أليس والتون جهودها الخيرية، حيث تبرعت بأكثر من 5.7 مليار دولار لخمس مؤسسات خيرية عائلية. وقد قامت هذه المؤسسات بتوزيع أكثر من 1.1 مليار دولار من تلك الأموال حتى الآن. يشمل ذلك تبرعات بقيمة 380 مليون دولار من خلال مؤسسة Walton Family Foundation، التي أسسها والداها في عام 1987 بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس وول مارت، لدعم قضايا مثل إصلاح التعليم وحماية البيئة وتنمية منطقة بنتونفيل.
فضلًا عن ذلك، أنفقت مؤسسة Art Bridges التي أسستها أليس في عام 2016، أكثر من 375 مليون دولار على شراء وإعارة الأعمال الفنية الأميركية لأكثر من 230 متحفًا في جميع أنحاء البلاد. و تعكف والتون أيضًا على تأسيس كلية طب جديدة في بنتونفيل، تهدف إلى دمج التعليم الطبي التقليدي مع الفنون والعلوم الإنسانية ومبادئ الصحة الشاملة. وتخطط الكلية لاستقبال أول دفعة من طلاب الطب في عام 2025. عندما أعلنت والتون عن تقاعدها من رئاسة متحف Crystal Bridges في عام 2021، صرحت قائلة: “خلال السنوات الأخيرة، قمت بتأسيس منظمات جديدة تركز على الفنون والصحة والعافية. أرغب الآن في التركيز بشكل أكبر على أدواري كرئيسة مجلس إدارة لهذه الكيانات”.