اهتز وضع الدولار كأكبر عملة للاحتياطي في العالم هذا العام بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية والقلق بشأن استقلالية مجلس الفدرالي الأميركي. ومن المتوقع أن يستفيد اليورو واليوان الصيني من ذلك، لكن من المتوقع أن يظل الدولار هو العملة المهيمنة على احتياطيات النقد الأجنبي.
وفقاً لكثير من المقاييس، ما يزال الدولار العملة المهيمنة عالمياً. ومع ذلك، فإن أحد المقاييس يُشير إلى قصة مختلفة. مع مطلع القرن الحالي، شكّل الدولار أكثر من 70% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية. أما الآن، فانخفضت هذه النسبة إلى أقل من 60%. لو لم تكن منطقة اليورو مجزأة إلى هذا الحد، والنظام المالي الصيني منغلقاً إلى هذا الحد، لكانت البدائل أكثر جاذبية، ولكانت وتيرة التراجع أسرع.
بالنسبة لأميركا، هذا مهم. في الماضي، أعادت الصين والشرق الأوسط تدوير مدخراتهما بشكل موثوق في سوق الدين الأميركي. وخفضت احتياطياتهما البالغة نحو 5 تريليونات دولار تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة بنحو نصف نقطة مئوية، ما وفّر على دافعي الضرائب مليارات الدولارات من قُروض الرهن العقاري وقروض السيارات، وجعل من الأسهل على الشركات استثمار أموالها في مشاريع جديدة.
أظهر استطلاع أصدره المنتدى الرسمي للمؤسسات النقدية والمالية، أن الذكاء الاصطناعي ليس جزءاً أساسياً من العمليات في معظم البنوك المركزية حول العالم، كما أنه لا استثمار بعد في الأصول الرقمية. ووجد المنتدى، وهو مجموعة عمل من 10 بنوك مركزية في أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا تدير أصولا بقيمة 6.5 تريليون دولار تقريباً، أن المؤسسات التي تعمقت حتى الآن في الذكاء الاصطناعي هي الأكثر حذراً من المخاطر.
وكشف الاستطلاع أن مصدر القلق الرئيسي هو أن السلوك القائم على الذكاء الاصطناعي يمكن أن “يسرع من حدوث أزمات في المستقبل”. وقال أحد المشاركين في تقرير المجموعة “يساعدنا الذكاء الاصطناعي على توضيح الرؤية، لكن يجب أن تظل القرارات بيد البشر”. وذكر أكثر من 60% من المشاركين في الاستطلاع أن أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تسببت بالفعل في تسريح موظفين من شركات تكنولوجيا وبنوك، لا تدعم العمليات الأساسية حتى الآن.
وخلصت المجموعة في التقرير إلى أن “معظم التطبيقات المبكرة تركز على المهام التحليلية المعتادة بدلا من إدارة المخاطر أو بناء محافظ استثمارية”. وفي المقابل، تستخدم معظم البنوك المركزية الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي في الأعمال الأساسية، مثل تلخيص البيانات أو مسح الأسواق. وأظهر الاستطلاع أن الغالبية العظمى من البنوك، 93%، لا تستثمر أيضاً في الأصول الرقمية، وأن هناك “اهتماماً بالرقمنة، وحذرا تجاه العملات الرقمية”.
وتضم المجموعة ستة بنوك من دول مجموعة العشرين وبنكين من مجموعة السبعة. وكشف الاستطلاع أن البنوك ترى أن العالم يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب مما يثير الرغبة في التنويع، لكنها تركز أيضاً على المرونة والسيولة مما سيحد من الاحتياطي الذي ستدرس ادخاره. ورغم أن 60% تقريباً من المشاركين يرغبون في التنويع بعيداً عن الدولار، لا تزال العملة الأميركية قوية بسبب السيولة التي لا مثيل لها في سندات الخزانة الأميركية.



