شهدت الفترة الأخيرة توجه شركات مصرية بقطاعات التطوير عقاري والمقاولات والاستشارات الهندسة والتصميمات المعمارية، للاستثمار في السوق الخليجي على رأسها السوقين السعودي والإماراتي ، وذلك بهدف التوسع أو لإنشاء شركات خارجية.
وتضمنت قائمة الشركات التي وجهت بوصلتها نحو المملكة مجموعة طلعت مصطفى، وشركة تطوير مصر، وماونتن فيو، والأهلي صبور، وانضم إليها مؤخرا كلا من شركة مدينة مصر للتطوير، والسعودية المصرية للتعمير، ويري عدد من المطورون العقاريون في مصر، خلال إحدى جلسات فعاليات مؤتمر التطوير العقاري السابع، أن التوسع الخارجي يمنح السوق المحلي والشركات فوائد على حدٍ سواء، مطالبين بضرورة دعم الدولة المصرية والمجتمع لتوجه الشركات للتوسع، فضًلا عن الدراسة الجيدة للأسواق الجديدة.
شركة ذا بورد كونسلتينج للاستشارات العقارية
قال أحمد زكي الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة ذا بورد كونسلتينج للاستشارات العقارية، إن رغبة الشركات المحلية في التوسع والخروج للأسواق الخليجية والعربية، يأتي بعدها اكتسابها العديد من الخبرات في السوق الداخلي وظهور تأثيرها الواضح خلال الفترات الماضية.
ورأى زكي، أن التوسع خارجيًا يكون في صالح السوق المحلي لأن الشركات يمكنها إعادة استثمار مكاسبها الخارجية في السوق المحلي عبر تنفيذ مشروعات جديدة، مع التأكيد على ضرورة دراسة أي سوق جديد سواء السعودي أو غيره من أسواق الخليج قبل الاتجاه إليه.
وعن جاذبية السوق السعودي، لفت إلى أن المملكة تشهد زيادة تقترب من 600 ألف نسمة سنويًا، ما يجعلها سوقًا واعدًا، كما حقق السوق العقاري السعودي خلال ما يقرب من 264 مليار ريال سعودي، أغلبها أراضي لم يتم تطويرها،
ونوه زكي، بأن هناك أسواق أخرى غير السوق السعودي ترغب فيه المستثمرين للذهاب هناك على غرار سلطنة عمان والسوق الإماراتي. وأكد، الدور الهام للدولة المصرية فيما يخص تسهيل التوسع الخارجي وتطوير القطاع العقاري سواء كان محليًا أو خارجيًا، مطالبًا بإعادة هيكلة للقطاع ووضع أهداف جادة.
مجلس العقار المصري
قال أحمد شلبي ورئيس مجلس العقار المصري، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير مصر، إن اتجاه الشركات للتوسع خارجيًا واختراق أسواق جديدة لا يعد خروجًا من السوق المصري، حيث تستهدف الشركات نقلت تجربتها خارجيًا وليس الاستثمار، الذي المصاريف البدائية وتكلفة إنشاء المبنى أو المكتب.
وأكد شلبي، أن التوجه للسوق السعودي وتحقيق مبيعات مرتفعة سينجم عنه ارتفاع المبيعات في نظيرتها المحلية، ما يؤثر في النهاية بشكل إيجابي على السوق المحلي المصري، كما سينعكس بفوائد كبيرة على الشركات، ويؤدي إلى تكوين اقتصادات قوية في المنطقة.
وأضاف رئيس مجلس العقاري المصري، أن المملكة العربية السعودية وجدت التجربة المصرية من أهم التجارب العالمية خلال الفترة الماضية والتي نتج عنها إنشاء 24 مدينة جديدة، والذي أدى بدوره إلى زيادة قدرة القطاع الخاص في مصر التطوير والتنمية.
وأوضح شلبي، أن السعودية أنشأت منظومة كاملة لدفع العمل بمجال التطوير العقاري، ونجحت المملكة في فكرة الصناديق العقارية والتمويل البنكي والتمويل العقاري، ليؤدي في الأخر المطور دوره فقط وهو المتمثل في تطوير مجتمعات جديدة، وليس تمويل العميل وإتاحة فرص سداد متنوعة له ودعمه من خلال نظم التقسيط المختلفة، مثلما يحدث بالسوق المحلية.
وطالب شلبي بضرورة تشجيع الشركات المصرية على الانتقال للخارج، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الشركات ستظل مصرية وعوائدها كلها لمصر. واتفق مجلس العقار المصري مؤخرًا على دراسة آلية تقوم من خلال شركات التطوير العقاري بعمل علامة تجارية قوية لمصر، لجذب المزيد من الاستثمارات وزيادة المبيعات بالخارج، بحسب شلبي رئيس المجلس.
شركة تطوير مصر
وعن شركة تطوير مصر، قال أحمد شلبي، أن متوسط البيع خارج مصر خلال السبع سنوات الأولى من انطلاق الشركة بلغت نحو 36%، ووصلت في 2023 إلى نحو 50%، منها 11% أجانب، لافتاً إلى أن الشركة تعتزم التوسع في سلطنة عمان خلال المرحلة المقبلة. وسبق أن أعلنت شركة تطوير مصر في شهر مارس الماضي عن توقيع مذكرة تفاهم مع وزارتي الاستثمار السعودية والشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودية، لبحث فرص الاستثمار العقاري بالمملكة، وكيفية الاستفادة من المبادرات الحكومية لتيسير إجراءات أعمال التطوير العقاري.
كما أعلنت شركة تطوير مصر في شهر مايو الماضي عن توقيع عقد شراكة استراتيجية مع مجموعة نايف الراجحي الاستثمارية السعودية، لإنشاء شركة مشتركة في مجال التطوير العقاري، لتطوير المشاريع العمرانية والمنتجعات السياحية.
شركة مدينة مصر
قال عبد الله سلام، الرئيس التنفيذي لشركة مدينة مصر، أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر على مدار السنوات السابقة عجلت من رؤية الشركة للخروج إلى الأسواق الخارجية عبر اتباع استراتيجية جديدة بدأت بتغير اسم الشركة من مدينة نصر إلى مدينة نصر.
وقال سلام، إن هناك فرص عديدة في السوق العقاري المصري، ولكن نمو الأسواق الخارجية بشكل غير مسبوق دفع الشركات من مختلف الصناعات خلال الأعوام الماضية للاتجاه إليها واقتناص الفرص المناسبة.
الرئيس التنفيذي لشركة مدينة مصر، أكد أن تواجد أعداد كبيرة من العاملين المصريين في السوق السعودية شجع الشركات العقارية المحلية للتوجه إليه، لافتًا إلى أن خروج الشركات إلى الأسواق الخارجية لا يؤثر السوق الأم، بل يعد عنصرًا هامًا لاقتصاد البلدان وربما تمثل نسبة مئوية كبيرة من الناتج القومي الإجمالي لها.
وكشف سلام، أن شركة مدينة مصر تنوي الخروج إلى السوق السعودية حيث أنه سيسافر خلال الأسبوع الجاري للمملكة لبحث سبل تنفيذ الدخول بالتعاون مع أكثر من جهة، مؤكدًا أن الجهات المعنية السعودية تدعو مدينة مصر ليس من أجل ضخ استثمارات بالسوق وإنما للاستفادة من الخبرات المصرية في القطاع العقاري، مشيرًا إلى أن الكيانات المحلية ذات سمعة جيدة هناك.
وأكمل، أن الشركة تعتزم الدخول إلى السوق العالمية عبر اختراق السعودية خلال الفترة المقبلة بشرط النجاح وهي مهمة صعبة تحتاج إلى دعم من مؤسسات الدولة بهدف الاستفادة من أكبر عائد للبلد عن طريق استقطاب العملة الصعبة بالإضافة إلى استفادة قطاع السياحة والعمالة المصرية بالخارج.
شركة باراجون للتطوير العقاري
قال بدير رزق رئيس مجلس إدارة شركة باراجون للتطوير العقاري، إن التوسع الخارجي يعم بالفوائد على كل من الشركات والسوق المحلية، مشيرًا إلى الغرض الأساسي من الذهاب إلى الخارج وخاصة السوق السعودية هو التعلم والتطوير ونقل ما يتم تقديمه في السوق المحلية إلى الخارج.
وكشف رزق، عن توقيع شركة باراجون للتطوير العقاري، اتفاقية شراكة مع شريك استراتيجي في دولة قطر لتطوير 3 مليون متر مربع مباني إدارية، مشيرًا إلى أنه خلال عام 2022 بلغت مبيعات الشركة بالخارج نحو 82%.
ووقعت شركة باراجون للتطوير العقاري في مايو الماضي اتفاقية تعاون مع شركة أدير القابضة، جزء من مجموعة سمو القابضة، تتضمن التعاون والشراكة بينهما لتأسيس شركة جديدة لإدارة وتطوير المشروعات الإدارية تحمل اسم باراجون المملكة العربية السعودية.
شركة ريدكون بروبرتيز
قال أحمد عبد الله نائب رئيس مجلس إدارة شركة ريدكون بروبرتيز، أن السوق العقاري المصري يمثل 20% من الناتج المحلي، وخلال الـ12 عامًا الماضية شهد القطاع العقاري المصري طرح وتنفيذ العديد من المشروعات على مساحات كبيرة بارتفاعات شاهقة خاصة في مدينتي العاصمة الإدارية والعلمين الجديدتين.
وأشار عبدالله، إلى أن الشركات المصرية اكتسبت خبرات عديدة خلال السنوات الماضية، ما ساعدها على التوسع خارجيًا وطلب الاستفادة من خبرتها خاصة مع ظهور السوق السعودي بقوة خلال الفترة الأخيرة في ما يمتلكه من مشروعات كبيرة يمكنها استيعاب الكثير من الشركات.
وعدد نائب رئيس مجلس إدارة شركة ريدكون بروبرتيز، مميزات السوق السعودي، لافتًا إلى سهولة الإجراءات التي أدت جذب المستثمرين الجادين من مصر وتركيا ودول أخرى، منها أن الفائدة التي يتم الحصول عليها من عمليات الاقتراض مختلفة عن وضع السوق المصري، إضافة إلى سهولة عملية فتح الاعتمادات المستندية، ووجود صناديق عقارية استثمارية لديها المزيد من الخبرات.
ورأى عبدالله، أن المملكة العربية السعودية بها ميزة لا تتوفر في أغلب الدول، حتى أنها دائما ما تفكر في طرق تساعد بها المطورين من خلال صكوك وصناديق استثمار.
عبدالله، لفت إلى اتجاه شركته للسوق السعودي كمقاول فقط بينما تستهدف العمل كمطور عقاري في المستقبل، مشيرًا إلى تنفيذ شركته شراكة مع إحدى الشركات السعودية، لتتمكن من الاستفادة بالشق الضريبي، كما تدرس الحصول على مشروع مستشفى مع شريك سعودي باستثمار يقدر بنحو 600 مليون ريال سعودي.
وأطلقت ريدكون للتعمير في فبراير 2023، شركة ريدكون الدولية المحدودة، بالشراكة مع شركة ريادة القابضة بالمملكة العربية السعودية، والتى تستهدف الانطلاق بالسوق السعودية وتنفيذ العديد من المشروعات.