أعلنت هيئة قناة بنما اعتزامها تقييد حركة الملاحة في القناة لمدة عام كامل، بعد شروعها منذ أسابيع في فرض إجراءات احترازية بسبب الجفاف الذي أدى لانخفاض مستوى المياه اللازمة لتشغيل هذا الممر الحيوي للتجارة البحرية بين المحيطين الأطلسي والهادئ. وقالت إيليا إسبينو نائبة مدير الهيئة، في تصريحات، “نعتزم حاليا تمديد هذه القيود لفترة عام، إلا أن الأمر قد يتغير في حال تساقط أمطار غزيرة في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر بشكل يتيح ملء الحوض الذي يغذي القناة ويملأ بحيرتي ألاخويلا وغاتون الاصطناعيتين اللتين تزودان القناة بالمياه اللازمة لتشغيل بوابات التحكم، بعد أن انخفض مستواهما حاليا بشكل كبير بسبب الجفاف”.
وأكدت أن هذه الفترة الزمنية ستمنح شركات الشحن مهلة للتخطيط بشكل أفضل لعبور سفنها عبر القناة التي تربط بين البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، وتتيح للقوارب الانتقال من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ من دون الالتفاف حول أمريكا الجنوبية، مشيرة إلى قدرة هيئة القناة على التعامل بسهولة مع طابور انتظار من 90 سفينة، لكن وجود 130 أو 140 سفينة سيسبب لها مشكلات وتأخيرا.
مياه الأمطار
تواجه قناة بنما، الممتدة لمسافة 80 كيلومترا، نقصا في مياه الأمطار اللازمة لنقل السفن عبر سلسلة من البوابات الضخمة التي تعمل بمثابة مصاعد مائية تتيح رفع السفن من جانبي الهادئ والأطلسي إلى مستوى القناة، أو تنزلها إلى مستوى البحر، علما أن شركات شحن أمريكية وصينية ويابانية تستخدمها بكثافة.
ومنذ نهاية يوليو الماضي، عمدت هيئة القناة إلى خفض عدد السفن التي يسمح لها بالعبور يوميا، من 40 إلى 32 فقط، إلا أنها شهدت بالأمس انتظار نحو 130 سفينة لعبور الممر المائي مقارنة بنحو 90 عادة، وتزامن ذلك مع ارتفاع فترة الانتظار إلى 11 يوما بعد أن كان يتراوح عادة بين ثلاثة وخمسة أيام. جدير بالذكر أن حوالي 6 بالمئة من التجارة البحرية العالمية يمر عبر القناة التي يؤمن حوضها مياها عذبة لأكثر من نصف سكان بنما، البالغ عددهم 4.3 ملايين نسمة.
سنوات الحفر والبناء
قبل ما يقارب 7 أشهر من افتتاح معرض «إكسبو بنما والمحيط الهادي»، وبالتحديد في أغسطس من 1914، انتهت أعمال شق وبناء قناة بنما التي تربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادي بوساطة ممر مائي يمر خلال برزخ بنما، ويبلغ طولها من الخط الساحلي إلى الخط الساحلي 65 كيلو متراً، ومن المياه العميقة في المحيط الأطلنطي إلى المياه العميقة في المحيط الهادي نحو 82 كيلومتراً.
وبلغت التكلفة المالية التي تحملتها الولايات المتحدة من أجل بناء القناة 380 مليون دولار، وشارك في أعمال الحفر والبناء آلاف العمال على مدى عشرة أعوام متواصلة. اختصار رحلة السفن
عملت قناة بنما بعد افتتاحها خلال معرض «إكسبو بنما والمحيط الهادي» على تقصير مسافة رحلة السفن ما بين مدينتي نيويورك وسان فرانسيسكو إلى أقل من 8370 كم، وقبل افتتاح القناة كانت السفن التي تقوم بمثل تلك الرحلة تبحر حول أميركا الجنوبية قاطعة نحو 21 ألف كم. كما أصبح بإمكان السفن التي تبحر بين أوروبا وشرق آسيا أو أستراليا أن توفر ما يصل إلى 3700 كم باستخدام القناة.