يشهد قطاع التجارة اليوم تطورًا كبيرًا في ظل المنافسة الشديدة بين العلامات التجاريّة التي امتدت إلى عالم التكنولوجيا الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليوميّة. و نجحت كثير من العلامات التجارية الكبرى في تخطي العديد من التحديات خلال عامي 2020-2021 بعد تفشي فيروس كوفيد-19، ولكنها تحسنت كثيرًا في عام 2022، بفضل اعتمادها على أدوات التكنولوجيا المختلفة مثل الرموز غير قابلة للاستبدال والعملات المشفرة والميتافيرس. ونمو عدد الأشخاص الذين يتسوقون عبر الواقع الافتراضي يومًا بعد يوم، . ووفقا لدراسة صادرة عن شركة ”برايس ووترهاوس كووبرز“ العالمية للخدمات للمالية، تؤكد انتشارًا كبيرًا للواقع الافتراضي بين المتسوقين. وأشار الدراسة إلى أن ثلث البشر استخدموا منصات افتراضية خلال الأشهر الستة الأخيرة.
وبلغت نسبة من اشترى المنتجات 32% من المتسوقين، بعد تفحصها على منصات الواقع الافتراضي التابعة للمتاجر. وتسمح التقنية بتجربة واقعية من خلال المشي في متجر افتراضي، والتفاعل مع نماذج رقمية للموظفين (أفاتار) وتفحص المنتجات ثلاثية الأبعاد. وقالت الشركة إنه ”من المفاجئ وصول نسبة من اشتروا بضائع غالية في الواقع الافتراضي، إلى 20% من المتسوقين“. وكانت النسبة الأكبر منهم من الصين الشعبية والهند، تلتها دول، منها: أستراليا، وإيرلندا، واليابان. ومعظمهم من جيل التسعينيات، وأكثرهم من مواليد الألفية الثالثة المعتادين على استخدام الواقع الافتراضي.
ودخلت شركات كبرى ومشهورة ميدان الواقع الافتراضي، مثل ”هوغو بوس“ الألمانية، التي طرحت خدمة تصميم نموذج افتراضي للمستخدم (أفاتار) لتجربة الملابس. وصممت خدمة ”الأفاتار“ شركة ”ريآكتيف رياليتي“ النمساوية، التي طورت تقنية ”بيك تو فيت“، لتصميم ”أفاتار“ يطابق قياسات المستخدم وشكله، لمساعدته بتجربة الملابس افتراضيًا. وتسمح التقنية بتجربة الملابس وتناسقها مع بعضها مع مراعاة تنوع الألوان، لتقديم تجربة شبيهة بالواقع للمتسوقين عبر المنصة.
وتدرس العديد من العلامات التجارية في صناعة الأزياء تقنية VR أو تقنية التسوّق الافتراضي التي تسمح للعملاء باختيار ما يحبون من الأزياء، وتجربتها افتراضيًا، وشراءها فورًا، ما يسهل الأمر على الأشخاص الذين يرغبون التسوّق من دون الاضطرار إلى النزول إلى السوق.
أطلقت شركة “سناب” من خلال تطبيق “سناب شات” أداة إنشاء الواقع المعزز الجديدة AR، التي تسمح للعلامات التجارية بتحويل أي منتج إلى إصدار مُعزز على Snapchat. شاركت العديد من العلامات التجارية مثل Dior، التابعة لمجموعة LVMH والتي تبلغ قيمتها السوقية نحو 380.3 مليار دولار، بالتسجيل لاسخدام هذه التقنية، كذلك Prada، وذلك بهدف جذب فئة معيّنة من مستخدمي هذا التطبيق ومحبي العلامات التجارية الذين يبحثون عن البساطة والسهولة في التسوّق.
علامة Puma التجارية هي أيضًا أول شريك في Snap يستخدم تقنية “Camera Kit for AR Shopping” ، والتي ستسمح للمشترين بتجربة الأحذية الرياضية قبل أن يتمكنوا من شرائها مباشرة من موقعهم الخاص.
كما وقامت شركتي The Fabricant وDressX من قبل بتعزيز هذه التقنية من خلال تكنولوجيا الرموز غير قابلة للاستبدال NFT، حيث يستطيع العميل شراء الأزياء إلكترونيًا فقط، ليلبسها الشاري لصورة رمزية Avatar.
تأتي في المرحلة الثانية، طريقة الدفع، والتوصيل، وكلّما كانت هذه التفاصيل مطبقة بسلاسة، كلّما لاقت ترحيبا وإقبالاً من المستهلكين. صُممت هذه الميزة للترويج للتسوق عبر الإنترنت، وستوفر أيضًا طريقة للعثور على العناصر التي تم عرضها مؤخرًا لإضافتها بسرعة أكبر إلى السلة وإتمام الدفع. وهذه الطريقة ستفتح الفرص أمام العلامات التجاريّة للترويج وزيادة نسبة المبيعات.