خلال النصف الأول من عام 2023 شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراجعًا ملحوظًا في التمويلات والصفقات، بسبب التراجع العالمي في نشاط الاستثمار الجريء. وفقًا لتقرير (MENA Venture Investment) الصادر عن (MAGNiTT) جمعت الشركات الناشئة في المنطقة نحو 1.1 مليار دولار من 193 صفقة في النصف الأول من عام 2023، بما يمثل انخفاضًا بنسبة %42 في التمويل، وتراجعًا في عدد الصفقات بلغ %49 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتحققت نصف هذه الأموال، تقريبًا، من 3 صفقات ضخمة أبرمت في المملكة العربية السعودية ومصر. كما ظهر أثر التباطؤ الذي تعمق في الربع الثاني، عندما شهد أدنى مستوى تمويل منذ الربع الثالث لعام 2020، وأقل عدد من الصفقات منذ الربع الثاني لعام 2017.
الاستثمار الجريء Venture Capital هو أحد أنواع الاستثمار الذي تكون فيه المخاطرة عالية ضمن مكونات الشركات الناشئة أو الصغيرة التي تعتقد أنها تمتلك القدرة والمعطيات على النمو السريع مستقبلا وبما يحقق لها العوائد الاستثمارية الكبيرة التي تنسجم مع هذه المخاطرة، ويتم عادة تمويل هذه الشركات من عدة مصادر تمويلية مثل مجموعة من المستثمرين أو البنوك أو المؤسسات المالية كما يمكن تمويلها أيضا من صناديق الاستثمار والتي بدورها تدرس أنشطة الشركات الناشئة والصغيرة ثم تقدم قناعاتها بجدوى المشروع إلى مستثمرين آخرين بالاستثمار فيها وبالتالي يكون الصندوق هو المسؤول الأول عن عملية الاستثمار وليس التمويل وفق معايير وخبرات عالية مما يفضي إلى نتائج إيجابية تنعكس في المجمل على الاقتصاد الكلي.
وقد شهدت مصر والإمارات والسعودية متوسط انخفاض بنسبة 51% في صفقات النصف الأول من عام 2023، في حين تراجح مجمل التمويل بنسبة %31 مقارنة بالعام الماضى. وعلى الرغم من تراجع التمويل بمعدل27% في السعودية، مقارنة بالنصف الأول من عام 2022، إلا أنها كانت الأفضل أداء في جمع التمويلات، بعد نجاح شركاتها بعقد صفقات مكنتها من جمع 446 مليون دولار،
كذلك تباطأ نشاط التخارج من الاستثمارات في المنطقة، حيث تراجع عدد الصفقات الاندماج والاستحواذ بنسبة 27% مقارنة بالنصف الأول من عام 2022. بينما نالت الإمارات النصيب الأكبر من هذه الصفقات بـ17 صفقة من أصل 27 صفقة اندماج واستحواذ سجلت في النصف الأول من عام 2023.
وسجلت أقوى 5 قطاعات في المنطقة انخفاضًا بنسبة 50% تقريبًا في عدد الصفقات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبفضل الصفقات التي عقدتها نعناع وفلاورد، و(MNT-Halan) وغيرها، بلغ نصيب شركات التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية 80% تقريبًا من مجمل التمويل الذي حصلت عليه الشركات الناشئة التي تتخذ من المنطقة مقرًا لها.